الأربعاء، 4 مارس 2009

زمنٌ غريب !!!


لم أسمع بهذا المسلسل إلا من أحد أبطاله -الفنان عباس النوري- في لقاء له عن مسلسل باب الحارة، حقيقة لا أذكر سؤال المذيع و لكن الفنان عباس النوري رد بحسرة كبيرة قائلاً أنه يشعر بأنه قدم عملاً فنياً مهماً أكثر بكثير من باب الحارة و لكن للأسف لم يحصل على ما يستحقه من الدعاية و العرض، وهو مسلسل الإجتياح.


و لم أسمع عن هذا المسلسل مرة أخرى الا بعد أن فاز بجائزة الإيمي في الولايات المتحده، فعلمت بأنه عمل فني متميز، لأنه استطاع أن يصل إلى مسامع العالم و أن يتنافس مع مئات الأعمال الفنية العالمية. فعزمت على مشاهدتة.


أكثر ما شدني هو أن هذا المسلسل استطاع أن يصور حياة الأسرة الفلسطسنة البسيطه و معاناتها، فنحن لا تصل الينا إلا الأخبار اما حال الناس و المعاناه الإنسانية فقليلاً ما نسمع عنها. كذلك قصص الحب التي تخرج من قلب المعاناه أرسلت رساله قويه مفادها ان الشعب الفلسطيني الذي يتحدث عنه العالم ما هو في نهايه المطاف الا بشر طبيعي يحب و يخاف و يحزن، وهي الصورة التي بدأت تغيب حتى عنا نحن العرب.

لست ناقدة فنية لأتحدث عن المسلسل كثيراً و لكنني دارسة للأدب و أستطيع القول بأن النص كان غنياً حقاً فمعظم المشاهد كانت بمثابه قصة قصيرة تحمل من الرسائل العميقة ما تحمل. هذا بالإضافة إلى الشخصيات التي كتبت بشكل عميق و متقن قبل أن يضيف عليها الممثلون و المخرج بطبيعة الحال بعداً جمالياً آخر. هذا غير تجسيد شخصيات حقيقية مناضله ربما غابت و لم تعرف من قبل كشخصية أبو جندل و الطوالبه.

نعم لقد كان هذا العمل عملاً رائعاً يستحق التقدير و الإحترام، و لكن مع الأسف لم يحظى هذا العمل في وطننا العربي حتى بالعرض على شاشات فضائياتة الموقرة و بقى محجوباً حتى حصل على التقدير الذي يستحقه، فوطننا العربي يعتبر بيئة طاردة بإمتياز لكل ابداع صادق.

لهذا و بعد مشاهدتي لهذا العمل المتميز، فهمت حسرة الفنان الكبير عباس النوري، فكيف لعمل مثل الإجتياح أن يهمل و يعامل (كما يجب أن تعامل معظم المسلسلات العربية) ، و "يجتاح" مسلسل باب الحارة الفضائيات و المواقع الإلكترونية و حتى بيوت الناس. إنه حقاً زمنٌ غريب!!